الصفحة الرئيسية  اقتصاد

اقتصاد بعد إغلاق مصنع الكوابل أبوابهُ في برج السدرية: إتحاد الأعراف يطلق صيحة فزع ويدعو الحكومة إلى تحمّل مسؤوليّاتها

نشر في  19 جويلية 2016  (10:23)

تتواصل عمليّة المفاوضات على قدم وساق داخل أسوار ولاية بن عروس بشأن المستحقّات الماليّة لأكثر من 600 عامل وعاملة تمّ الإستغناء عن خدماتهم بطريقةٍ مفاجئة من طرف مؤسّسة مختصّة في صناعة كوابل السيّارات بالمنطقة الصناعية برج السدرية، قرّرت إيقاف نشاطها نهائيّا في تونس وتغيير وجهة إستثمارها نحو مدينة طنجة المغربيّة.

وقد خلّف هذا القرار حالة من الإستياء العميق لدى عموم الشغّالين بهذه المؤسّسة لاسيّما أنّها مثّلت على ٱمتداد زهاء العقدين من الزمن مصدرًا لرزق مئات المواطنين سخّروا جهودهم من أجل أن لا تصل عدوى "فرار" المؤسّسات الإقتصادية إلى مؤسّستهم وهي التي لم تعرف أزمةً تُذكر خلال السنوات الأخيرة الماضية، وفق ما أفادتنا به بعض المصادر.

وفي هذا السّياق، سبق وأن أكّد لنا مصدرٌ إداري مسؤول بالمؤسّسة المعنيّة أنّ إتّخاذ هذا القرار جاء نتيجةً للظروف الأمنيّة والسياسيّة غيرِ المستقرّة التي تعيش على وقعها تونس خلال الفترة الراهنة، مضيفًا القول إنّ هذا القرار يُعتبرُ قطعيًّا ولا رجعة فيه؛ بحسْب تعبيره.

من جهتهِ، أفاد والي بن عروس عبد اللّطيف الميساوي، في تصريحٍ لهُ بأنّ ما قامت به لير كوربورايشن المنتصبة في برج السدرية يُعتبرُ طردًا تعسفيًّا من الناحية القانونيّة البحتة، مضيفا القول أنّ السّلط المحليّة والجهويّة أعربت عن تفاجئها إزاءَ قرار تسريح مئات العملة.

المنظّمة الشغيلة ببن عروس، صرّحت عبرَ كاتبها العام محمّد علي البوغديري، بأنّ المناخ الإجتماعي بهذا المصنع ظلّ مستقرّا خلال الثلاث سنوات الأخيرة رغم تفاقم الإضرابات والإعتصامات والتحركات العماليّة المطالبة بتسوية وضعيّاتها المهنية والماديّة في جهاتٍ عدّة؛ مشيرًا إلى أنّ مردوديّة العمل والإنتاج بلغت أعلى مستوياتها بشهادة مسؤولي المؤسّسة أنفسهم.

وعن المفاوضات الجارية بين الطرفين الإداري والنقابي حول المعايير المعتمدة لصرف المستحقّات الماليّة، كشف البوغديري أنّ العملية تسير بخطى سريعة، خاصّة وأنّ وجهات النظر لاحت متقاربة ولم تعرف تعسُّرا أو تعقّدا طوال مدّة الجلسات التي أشرف على أشغالها المعتمد الأوّل بمركز ولاية بن عروس عبد الرزّاق دخيل.

ولإستبيان موقف إتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة، قالَ رئيس لجنة الشؤون الإقتصادية بالمكتب الجهوي ببن عروس علي الفوراتي في حوارٍ أدلى به لـِ «الجمهورية»، أنّ قرار الغلق لم يكن مفاجئا بالمرّة؛ مبرزًا أنّ إتّحاد الأعراف لطالما نبَّه السلط الجهوية والحكومة من إمكانيّة مغادرة المستثمرين الأجانب إلى وجهات أخرى جرّاء مكابدتها عديد الإشكاليّات التي لم تلقَ الإصغاء والتفاعل المنشوديْن، على حدّ إفادته.

وأطلق الفوراتي صيحة فزع على خلفيّة الوضع الإقتصادي الراهن الذي تعيشهُ المناطق الصناعية بولاية بن عروس والبالغ عددها الجملي 22 منطقة، داعيًا السلط المركزية والوزارات ذات الصّلة إلى ضرورة التحرّك بكلّ ثقلها للإستماع إلى المستثمرين الأجانب وبعث رسائل طمأنة لهم للتشجيع على الإستثمار وتعزيز فرصهِ.

هذا وأشار محدّثنا إلى أنّ رئيسة منظّمة الأعراف وداد بوشمّاوي تتابع بإنشغال شديد تطوّرات الوضع بـ Lear Corporation، مضيفا أنّ المنظّمة تسعى إلى إقامة حوار فعّال ومجدي مع أصحاب القرار بالمؤسّسة للنظر في إمكانيّة العدول عن قرارهم، تلافيًا للإنعكاسات الوخيمة التي سيحدثها على الإقتصاد المحلّي، وفق قوله.

ماهر العوني